بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ} (114)

قوله تعالى : { وأقم الصلاة } أي : أتممها ، { طَرَفَىِ النهار } صلاة الفجر ، والظهر ، والعصر ، { وَزُلَفاً مِّنَ اليل } يعني : دخولاً من الليل ، ساعة بعد ساعة ، واحدها زلفة ، وهي صلاة المغرب ، والعشاء ، { إِنَّ الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات } يعني : الصلوات الخمس ، يكفرن السيئات فيما دون الكبائر ، { ذلك ذكرى لِلذكِرِينَ } يعني : الصلوات الخمس توبة للتائبين .

قال الكلبي : نزلت الآية في عمرو بن غزية الأنصاري ، ويقال : نزلت في شأن أبي اليسر ، كان يبيع التمر ، فجاءته امرأة تشتري تمراً ، فأدخلها في الحانوت ، وفعل بها كل شيء إلا الجماع ، ثم ندم ، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية . ويقال : نزلت في شأن أبي مقبل التمار . وروي عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إليَّ ، وقبلتها وفعلت بها كل شيء ، غير أني لم أجامعها ، فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل ، وقرأها عليه ، فقال عمر رضي الله عنه : أله خاصة أم للناس كافة ؟ قال : « بل للناس كافة » . وروى حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي عثمان ، قال : كنت مع سلمان ، فأخذ غصناً من شجرة يابسة ، فحته ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « مَنْ تَوَضّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّى تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتّ هذا الوَرَقُ » ثم قرأ هذه الآية : { وَأَقِمِ الصلاة طَرَفَىِ النهار } إلى آخرها .