بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (18)

ثم قال عز وجل : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً } يعني : ومن أشد في كفره ممن افترى ، يقول : ممن اختلق على الله كذباً ، بأن معه شريكاً { أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ على رَبّهِمْ } يعني : يساقون إلى ربهم يوم القيامة ، { وَيَقُولُ الأشهاد } يعني الرسل : قد بلغناهم الرسالة . وقال الضحاك : { ويقول الأشهاد } ، يعني : الأنبياء . وقال قتادة ، ومجاهد ، { ويقول الأشهاد } ، يعني : الملائكة . وقال الأخفش : { الأشهاد } ، واحدها شاهد ، مثل أصحاب وصاحب ، ويقال : شهيد وأشهاد ، مثل : شريف وأشراف .

قال الله تعالى : { هَؤُلاء الذين كَذَبُواْ على رَبّهِمْ } يعني : افتروا على الله عز وجل بأن معه شريكاً ، وقال الله : { أَلاَ لَعْنَةُ الله عَلَى الظالمين } ، يعني : عذابه وغضبه على المشركين .