بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَاۚ كُلّٞ فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ} (6)

قوله تعالى : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا } يعني : إلا الله القائم على رزقها . ويقال : الله ضامن لرزقها . ويقال : يرزقها الله حيث ما تَوَجَّهَتْ . { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } يعني : يعلم مستقرها حيث تأوي بالليل ، { ومستودعها } حيث تموت ، وتدفن . وروي عن عبد الله بن مسعود ، قال : مستقرها الأرحام ، ومستودعها الأرض التي تموت فيها . وقال عبد الله : إذا كان موت الرجل بأرض أتيت له حاجة ، حتى إذا كان عند انقضاء أمده قبض ، فتقول الأرض يوم القيامة : هذا ما استودعتني . وقال سعيد بن جبير ، ومجاهد : المستقر الرحم ، والمستودع الصلب . { كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ } يعني : المستقر ، والمستودع . وبيان كل شيء ، ورزق كل دابة ، مكتوب في اللوح المحفوظ خلق من درة بيضاء .