بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَهِيَ تَجۡرِي بِهِمۡ فِي مَوۡجٖ كَٱلۡجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (42)

قوله تعالى : { وَهِىَ تَجْرِى بِهِمْ فِى مَوْجٍ } يعني : أمواجاً { كالجبال ونادى نُوحٌ ابنه } كنعان ، وقرأ بعضهم : ابنها ، يعني : ابن امرأته ، وقرأ بعضهم : { ونادى نُوحٌ ابنه } بضم الألف ، وهي بلغة طيىء . ويقال : إنه لم يكن ابنه ، ولكن كان ابن امرأته . وقراءة العامة : { ونادى نُوحٌ ابنه } قالوا : { وَكَانَ } ابن نوح { فِى مَعْزِلٍ } يعني : في ناحية من السفينة ، ويقال : من الجبل ، { مَعْزِلٍ يابنى اركب مَّعَنَا } أسلم ، واركب في السفينة معنا { وَلاَ تَكُن مَّعَ الكافرين } يعني : لا تثبت على الكفر ، ولا تتخلف مع الكافرين .

قرأ عاصم : { مَعْزِلٍ يابنى اركب } بنصب الياء قرأ الباقون { مَعْزِلٍ يابنى اركب } بالكسر . وقال أبو عبيدة : القراءة عندنا بالكسر ، للإضافة إلى نفسه كما اتفقوا في قوله : { قَالَ يا بنى لاَ تَقْصُصْ رُءْيَاكَ على إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشيطان للإنسان عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [ يوسف : 5 ] وفي لقمان : { يابنى إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السماوات أَوْ فِى الأرض يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ } [ لقمان : 16 ] وإنما فرق عاصم فيما يرى الألف الخفيفة الحقيقة التي في قوله اركب .