بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأٞ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ} (38)

قوله تعالى : { وَيَصْنَعُ الفلك } يعني : ينجر السفينة . ويقال : إن الله تعالى أمره بأن يغرس الأشجار ، فغرسها حتى أدركت ، وقطعها حتى يبست ، ثم اتخذ منها السفينة ، فاستأجر أجراء ينحتون معه . { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مّن قَوْمِهِ } يعني : الأشراف من قومه { سَخِرُواْ مِنْهُ } يعني : استهزؤوا به ، وكانوا يقولون : إن الذي يزعم أنه نبي صار نجاراً ، ومرة كانوا يقولون : أتجعل للماء إكافاً فأين الماء .

{ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ } يعني : إن تسخروا منا اليوم ، فإنا نسخر منكم بعد الهلاك ، يعني : يصيبكم جزاء السخرية ، { كَمَا تَسْخَرُونَ } منا ، يعني : بما تسخرون ويقال إن تستجهلوا بنا بهذا الفعل ، فإنا نستجهلكم بترك الإيمان ، كما تستجهلوننا .