تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَهِيَ تَجۡرِي بِهِمۡ فِي مَوۡجٖ كَٱلۡجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (42)

وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ) هذا يدل على ما ذكرنا أنها كانت بالله تجري ، وبه ترسو ، حين[ في الأصل وم : حيث ] لم يخافوا الغرق [ مع ][ ساقطة من الأصل وم ] ما كان من ألأمواج .

وأما سائر السفن فإن أهلها خافوا من أمواجها لما كانوا هم الذين يتولون ، ويتكلفون إجراءها ووقوفها ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ) هذا يدل على أنها كانت آية لأن الأمواج تمنع من جريان السفينة وسيرها . فإذا أخبر أنها تمنع هذه من جريانها دل أنه أراد أن تصير آية لهم .

وقوله تعالى : ( و َنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ ) يحتمل قوله : ( وكان في معزل ) أي بمعزل من نوح ، أو كان بمعزل من السفينة ، أو ما كان .

وقوله تعالى : ( يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ) يحتمل ( ولا تكن مع الكافرين ) فتغرق[ في الأصل وم : لتغرق ] ، أو ( ولا تكن مع الكافرين ) لنعم الله .