بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَتِلۡكَ عَادٞۖ جَحَدُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡاْ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (59)

ثم قال عز وجل : { وتلك عَادٌ جَحَدُواْ بآيات رَبّهِمْ } يعني : كذبوا بعذاب ربهم ، أنه غير نازل بهم ، ومعناه يا أهل مكة ، انظروا إلى حالهم ، كيف عذبوا في الدنيا ، وفي الآخرة . وهذا كقوله تعالى : { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظلموا إِنَّ فِى ذلك لاّيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ النمل : 52 ] فكذلك هاهنا ، { وتلك عَادٌ جَحَدُواْ بآيات رَبّهِمْ } بَيَّنَ جرمهم ، ثمّ بَيَّنَ عقوبتهم ، فقال : { وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } يعني : هوداً خاصة ، ويقال : معناه كذبوا هوداً ، بما أخبرهم عن الرشد ، { واتبعوا أَمْرَ كُلّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } يعني : عملوا بقول كل جبار . ويقال : أخذوا بدين كل جبار . والجبار الذي يضرب ، ويقتل عند الغضب ، { عَنِيدٍ } يعني : معرضاً ، ومجانباً عن الحق .