بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ عَادٗا كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّعَادٖ قَوۡمِ هُودٖ} (60)

ثمّ بَيَّنَ عقوبتهم ، فقال : { واتبعوا } يعني : ألحقوا { فِى هذه الدنيا لَعْنَةً } يعني : العذاب والهلاك ، وهي الريح العقيم . { وَيَوْمَ القيامة } لعنة أُخرى ، وهو عذاب النار إلى الأبد { أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } ، وهذا تنبيه للكفار أن عاداً كفروا ربهم ، فأهلكهم الله تعالى ، فاحذروا كيلا يصيبكم بكفركم ، ما أصابهم بكفرهم ، ويقال : { أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } يعني : ينادي مناد يوم القيامة ، لإظهار حالهم { أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } وقال الضّحَّاك : ترفع لهم راية الغدر يوم القيامة ، فينادي منادٍ يوم القيامة : هذه غدرة قوم عاد ، فيلعنهم الملائكة ، وجميع الخلق . فذلك قوله تعالى : { أَلاَ بُعْدًا } يعني : خزياً وسحقاً { لّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } .