بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (22)

{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ } يعني : صبروا عن المعاصي ، وصبروا عن أداء الفرائض ، وصبروا على المصائب والشدائد ، وصبروا على أذى الكفار والمنافقين { ابتغاء وَجْهِ رَبّهِمْ } يعني : صبروا على طلب مرضاة الله تعالى { وأقاموا الصلاة } يعني : أتموها بركوعها ، وسجودها في مواقيتها { وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } يعني : من الأموال { سِرّا وَعَلاَنِيَةً } يعني : يتصدقون في الأحوال كلها ظاهراً ، وباطناً . ويقال : مرة يتصدقون سراً مخافة الرياء ، ومرة يتصدقون علانية لكي يقتدى بهم . ويقال : يتصدقون صدقة التطوع في السر ، وزكاة الفريضة علانية

{ وَيَدْرَءونَ بالحسنة السيئة } يقول : يدفعون بالكلام الحسن السيئة . يعني : الكلام القبيح . فهذا كله صفة ذوي الألباب ، وهم الذين استجابوا لربهم .

ثم بيّن ثوابهم ، ومرجعهم في الآخرة فقال : { أُوْلَئِكَ لَهُمْ عقبى الدار } يعني : لهم الجنة ، وهم المهاجرون ، والأنصار ، ومن كان في مثل حالهم إلى يوم القيامة