بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ} (26)

قوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان } أي : آدم { مِن صلصال } أي : من طين يتصلصل إذا مشيت عليه يتقلقل ، وإذا تركته ينغلق ، { مّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } أي : من طين أسود منتن . وقال الأخفش : أي من طين مصبوب . ويقال : { مَّسْنُونٍ } أي : متغير الرائحة كقوله { أَوْ كالذى مَرَّ على قَرْيَةٍ وَهِىَ خَاوِيَةٌ على عُرُوشِهَا قَالَ أنى يُحْىِ هذه الله بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ الله مِاْئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِاْئَةَ عَامٍ فانظر إلى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وانظر إلى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِلنَّاسِ وانظر إِلَى العظام كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ البقرة : 259 ] . ويقال : الذي أتت عليه السنون . وقال القتبي : { الصلصال } الطين اليابس الذي لم تصبه نار إذا ضربته صوّت ، وإذا مسته النار ، فهو فخار والمسنون المتغير الرائحة ، والحمأ جمع حمئة وهو الطين المتغير