بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ نَحۡشُرُ ٱلۡمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحۡمَٰنِ وَفۡدٗا} (85)

قوله عز وجل : { يَوْمَ نَحْشُرُ المتقين } يعني : اذكر يوم نحشر المتقين الذين اتقوا الشرك والفواحش { إِلَى الرحمن وَفْداً } يعني : ركباناً على النوق والوفد جمع الوافد مثل الركب جمع راكب والوفد الذي يأتي بالخبر والبشارة ويجازي بالحياة الكرامة . وروي عن علي بن أبي طالب أنه قرأ { يَوْمَ نَحْشُرُ المتقين إِلَى الرحمن وَفْداً } ثم قال : أتدرون على أي شيء يحشرون أما والله ما يحشرون على أقدامهم ، ولكن يؤتون بنوق لم ير الخلائق مثلها ، عليها أرحال الذهب ، وأزمتها من الزبرجد ثم ينطلق بهم حتى يقرعوا باب الجنة . وقال الربيع بن أنس يوفدون إلى ربهم فيكرمون ويعظمون ويشفعون ويحيون فيها بالسلام . ويقال : { إِلَى الرحمن } يعني : إلى الرحمة وهي الجنة ويقال : { إِلَى الرحمن } يعني : إلى دار الرحمن .