بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيۡلَكُمۡ لَا تَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا فَيُسۡحِتَكُم بِعَذَابٖۖ وَقَدۡ خَابَ مَنِ ٱفۡتَرَىٰ} (61)

{ قَالَ لَهُمْ موسى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى الله كَذِباً } ، يعني : ضيّق الله عليكم الدنيا ، لا تفتروا على الله كذباً قال الزجاج : { وَيْلَكُمْ } منصوب على أن ألزمهم الله ويلاً ، ويجوز أن يكون على النداء كما قال : { قَالَتْ ياويلتا ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وهذا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هذا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ } [ هود : 72 ] قوله { فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ } ، يعني : يأخذكم بعذاب ويهلككم . قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص { فَيُسْحِتَكُم } بضم الياء وكسر الحاء ، والباقون { فَيُسْحِتَكُم } بالنصب ؛ وهما لغتان . يقال : سحته وأسحته إذا استأصله وأهلكه . { وَقَدْ خَابَ مَنِ افترى } ، يعني : خسر من اختلق على الله كذباً .