بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَأَجۡمِعُواْ كَيۡدَكُمۡ ثُمَّ ٱئۡتُواْ صَفّٗاۚ وَقَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡيَوۡمَ مَنِ ٱسۡتَعۡلَىٰ} (64)

ثم قال عز وجل : { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ } ؛ قرأ أبو عمرو { فَاجْمَعُواْ } بجر الألف ونصب الميم ، يعني : جيئوا بكل كيد تقدرون عليه ، لا تبقوا منه شيئاً ؛ وقرأ الباقون { فَأَجْمِعُواْ } بقطع الألف وكسر الميم ، ومعناه ليكن عزمكم كلكم على الكيد مجمعاً عليه ، ولا تختلفوا فتخذلوا ؛ وقال أبو عبيد : بهذا نقرأ ، لأن الناس عليها ولصحتها في العربية يقال : أجمعت الأمر واجتمعت عليه ؛ وإنما يقال : جمعت الشيء المتفرق فتجمّع . { ثُمَّ ائتوا صَفّاً } ، يعني : جميعاً . قال أبو عبيد : الصف المصلى ؛ وقال الزجاج : { ثم ائتوا صفا } الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتكم . قال : ويجوز أن قوله ثم ائتوا مصطفين ، أي : مجتمعين ليكون أنظم لكم ولأمركم ، وأشد لهيبتكم . { وَقَدْ أَفْلَحَ اليوم مَنِ استعلى } ، يعني : قد فاز ونجا اليوم من علا بالغلبة .