البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيۡلَكُمۡ لَا تَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا فَيُسۡحِتَكُم بِعَذَابٖۖ وَقَدۡ خَابَ مَنِ ٱفۡتَرَىٰ} (61)

الخيبة : عدم الظفر بالمطلوب .

وأتى موسى أيضاً بمن معه من بني إسرائيل قال لهم موسى { ويلكم لا تفتروا على الله كذباً } وتقدم تفسير ويل في سورة البقرة ، خاطبهم خطاب محذر وندبهم إلى قول الحق إذ رأوه وأن لا يباهتوا بكذب .

وعن وهب لما قال للسحرة { ويلكم } قالوا ما هذا بقول ساحر { فيسحتكم } يهلككم ويستأصلكم ، وفيه دلالة على عظم الافتراء وأنه يترتب عليه هلاك الاستئصال ، ثم ذكر أنه لا يظفر بالبغية ولا ينجح طلبه { من افترى } على الله الكذب .

ولما سمع السحرة منه هذه المقالة هالهم ذلك ووقعت في نفوسهم مهابته { فتنازعوا أمرهم } أي تجاذبوه والتنازع يقتضي الاختلاف .

وقرأ حمزة والكسائي وحفص والأعمش وطلحة وابن جرير { فَيُسْحِتَكُمْ } بضم الياء وكسر الحاء من أسحت رباعياً .

وقرأ باقي السبعة ورويس وابن عباعي بفتحهما من سحت ثلاثياً .