بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَسَلَكَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّن نَّبَاتٖ شَتَّىٰ} (53)

ثم إن الله تبارك وتعالى قال لمشركي مكة : { الذى جَعَلَ لَكُمُ الأرض مَهْداً } ، يعني : موضع القرار ، وهو الرب الذي ذكر موسى لفرعون ودعاه إلى عبادته . قرأ حمزة والكسائي وعاصم { مهدا } والباقون { مهادا } أي : فراشاً وبساطاً . قال أبو عبيد : المهد الفعل ، يقال : مهدت مهداً ؛ والمهاد اسم الموضع . { وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } ، يعني : حصل لكم فيها طرقاً ، { وَأَنزَلَ مِنَ السماء مَاء } ؛ يعني : المطر ، { فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً } ؛ يعني : أنبتنا بالمطر أصنافاً وألواناً . { مّن نبات شتى } مختلف ألوانه .