بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا} (50)

ثم قال عز وجل : { وَلَقَدْ صرفناه بَيْنَهُمْ } يعني : قسمناه بين الخلق . ويقال : نصرفه من بلد إلى بلد مرة بهذا البلد ، ومرة ببلد آخر .

كما روي عن ابن مسعود أنه قال : ما من عام بأمطر من عام ، ولكن الله تعالى يصرفه في الأرض ثم قرأ هذه الآية .

كما روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال « مَا مِنْ سَنَةٍ بَأَمْطَرَ مِنْ أُخْرَى ، ولكن إذَا عَمِلَ قَوْمٌ بِالمَعَاصِي حَوَّلَ الله ذلك إلَى غَيْرِهِمْ فَإذَا عَصَوْا جَمِيعاً ، صَرَفَ الله ذلك إلَى الفَيَافِي وَالبِحَارِ » . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما من عام بأكثر من عام ، ولكنه يصرفه حيث يشاء ، فذلك قوله تعالى : { وَلَقَدْ صرفناه بَيْنَهُمْ } { لّيَذْكُرُواْ } يعني : ليتعظوا في صنعه ، فيعتبروا في توحيد الله تعالى ، فيوحدوه .

وقرأ حمزة والكسائي { لّيَذْكُرُواْ } بالتخفيف ، وضم الكاف . وقرأ الباقون بالتشديد والنصب . ثم قال : { فأبى أَكْثَرُ الناس إِلاَّ كُفُورًا } يعني : كفراناً في النعمة ، وهو قولهم : مطرنا بنوء كذا ، ويقال : إلا جحوداً وثباتاً على الكفر