بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ} (89)

ويقال : { إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } ، فذلك ينفعه ، والقلب السليم هو القلب المخلص . وقال ابن عباس : يعني : بقلب خالص من الشرك .

وروى أبو أسامة بن عوف قال : قلت لابن سيرين ، ما القلب السليم قال : أن تعلم أن الله عز وجل حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، ويقال : سليم من اعتقاد الباطل . ويقال : سليم من النفاق والهوى والبدعة . وسئل أبو القاسم الحكيم عن القلب السليم ، قال له ثلاث علامات ، أولها أن لا يؤذي أحداً ، والثاني أن لا يتأذى من أحد ، والثالث إذا اصطنع مع أحد معروفاً لم يتوقع منه المكافأة ، فإذا هو لم يؤذ أحداً ، فقد جاء بالورع ، وإذا لم يتأذ من أحد ، فقد جاء بالوفاء ، وإذا لم يتوقع المكافأة بالاصطناع ، فقد جاء بالإخلاص .