والاستثناء بقوله : { إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } قيل هو منقطع : أي لكن من أتى الله بقلب سليم . قال في الكشاف : إلا حال من أتى الله بقلب سليم ، فقدّر مضافاً محذوفاً . قال أبو حيان : ولا ضرورة تدعو إلى ذلك . وقيل إن هذا الاستثناء بدل من المفعول المحذوف ، أو مستثنى منه ، إذ التقدير لا ينفع مال ولا بنون أحداً من الناس إلاّ من كانت هذه صفته ، ويحتمل أن يكون بدلاً من فاعل { ينفع } ، فيكون مرفوعاً . قال أبو البقاء : فيكون التقدير : إلاّ مال من أو بنو من ، فإنه ينفع .
واختلف في معنى القلب السليم ، فقيل السليم من الشرك ، فأما الذنوب ، فليس يسلم منها أحد ، قاله أكثر المفسرين . وقال سعيد بن المسيب : القلب السليم الصحيح ، وهو قلب المؤمن ، لأن قلب الكافر والمنافق مريض ، وقيل هو القلب الخالي عن البدعة المطمئن إلى السنة ، وقيل السالم من آفة المال والبنين . وقال الضحاك : السليم الخالص . وقال الجنيد : السليم في اللغة اللديغ ، فمعناه : أنه قلب كاللديغ من خوف الله تعالى ، وهذا تحريف وتعكيس لمعنى القرآن . قال الرازي : أصح الأقوال أن المراد منه سلامة النفس عن الجهل والأخلاق الرذيلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.