بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ} (13)

ثم قال عز وجل : { يُولِجُ الليل في النهار وَيُولِجُ النهار في الليل } وقد ذكرناه { وَسَخَّرَ الشمس والقمر } يعني : ذلّل الشمس والقمر لبني آدم . { كُلٌّ يَجْرِى لأجل مُّسَمًّى } يعني : إلى أقصى منازلها في الغروب ، لأنها تغرب كل ليلة في موضع . وهو قوله عز وجل : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب } [ المعارج : 30 ] ويقال : { إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } يعني : يجريان دائماً إلى يوم القيامة { ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ } يعني : هذا الذي فعل لكم هذا الفعل هو ربكم وخالقكم { لَهُ الملك } فاعرفوا توحيده ، وادعوه ولا تدعوا غيره { والذين تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } يعني : من دون الله الأوثان وما يعبدونهم من دون الله { مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } يعني : لا يقدرون أن يعطوكم ولا ينفعوكم بمقدار القطمير . والقطمير قشر النواة الأبيض الذي يكون بين النوى والتمر . وقال مجاهد : القطمير لفاف النوى .