بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ} (6)

قوله عز وجل : { خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة } يعني : من نفس آدم عليه السلام { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } حواء { وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ الأنعام ثمانية أزواج } يعني : ثمانية أصناف . وقد فسرناه في سورة الأنعام { يَخْلُقُكُمْ في بُطُونِ أمهاتكم خَلْقاً مّن بَعْدِ خَلْقٍ } يعني : نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، حالاً بعد حال ، { في ظلمات ثلاث } أي : ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة ، وهو الذي يكون فيه الولد في الرحم ، فتخرج بعد ما يخرج الولد ، { ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ } يعني : الذي خلق هذه الأشياء هو ربكم ، { لَهُ الملك لا إله إِلاَّ هُوَ فأنى تُصْرَفُونَ } يعني : من أين تكذبون على الله ، ومن أين تعدلون عنه إلى غيره ؟ فاعلموا ، أنه خالق هذه الأشياء .