بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (22)

{ أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ للإسلام } يعني : وسع الله قلبه للإسلام . ويقال : لين الله قلبه لقبول التوحيد ، { فَهُوَ على نُورٍ مّن رَّبّهِ } يعني : على هدى من الله تعالى . وجوابه مضمر . يعني أفمن شرح الله صدره للإسلام ، واهتدى ، كمن طبع على قلبه ، وختم على قلبه فلم يهتد . ويقال : { فَهُوَ على نُورٍ مّن رَّبّهِ } يعني : القرآن . لأن فيه بيان الحلال والحرام . فهو على نور من ربه لمن تمسك به . ويقال : { على نور } يعني : التوحيد ، والمعرفة . وروي في الخبر أنه لما نزلت هذه الآية : { أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ للإسلام } قالوا : فكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : «إذا دَخَلَ النُّورُ فِي القَلْبِ انْفَسَحَ ، وَانْشَرَحَ » . قالوا : فهل لذلك علامة ؟ قال : «نَعَمْ . التَّجَافِي عَنْ دَارِ الغُرُورِ ، وَالإنَابَةُ إلى دَارِ الخُلُودِ ، وَالاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ المَوْتِ » .

ثم قال : { فَوَيْلٌ } يعني : الشدة من العذاب { للقاسية قُلُوبُهُمْ } يعني : لمن قست ، ويبست قلوبهم ، { مّن ذِكْرِ الله } تعالى . ويقال : القاسية . الخالية من الخير ، { أولئك } يعني : أهل هذه الصفة { في ضلال مُّبِينٍ } أي : في خطأ بيّن .