قوله تبارك وتعالى : { ق } قال قتادة : هو اسم من أسماء الله تعالى ، كقوله : قادر ، وقاهر . ويقال : هو اسم من أسماء القرآن . وقال مجاهد : هو افتتاح السورة . وقال بعضهم : { ق } يعني : قضي الأمر كما قال في { حم } حم الأمر ، والدليل عليه قول الشاعر :
يعني : وقفت فذكر القاف ، وأراد به تمام الكلام . وقال ابن عباس : هو جبل من زمردة خضراء ، محيط بالعالم ، فخضرة السماء منها ، وهي من وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من وراءه ، والحجاب دون { ق } بمسيرة سنة ، وما بينهما ظلمة ، وأطراف السماء ملتصقة بها . ويقال : خضرة السماء من ذلك الجبل . ويقال : { ق } يعني : إن الله عز وجل قائم بالقسط .
ثم قال : { والقرآن المجيد } يعني : الشريف . وقال الضحاك : هو جبل محدق بالدنيا ، من زبرجدة خضراء ، وخضرة السماء منها ، ليس في الأرض بلدة من البلدان ، ولا مدينة من المدائن ، ولا قرية من القرى ، إلا وفيها عرق من عروقها ، وملك موكل عليها ، واضع كفه بها . فإذا أراد الله عز وجل بقوم هلاكهم ، أوحى الله عز وجل إلى ذلك الملك ، فحرك منها عرقاً ، فخسف بهم ، فأقسم الله عز وجل بقاف { ق والقرآن المجيد } يعني : الشريف ، إنكم لمبعوثون يوم القيامة ، لأن أهل مكة أنكروا البعث ، فصار جواب القسم مضمراً فيه ، وهو ما ذكرناه إنكم مبعوثون . ويجوز أن يكون جواب القسم { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرض مِنْهُمْ وَعِندَنَا كتاب حَفِيظٌ } [ ق : 4 ] فيكون معناه : { ق والقرآن المجيد } لقد علمنا ما تنقص الأرض ، فحذف اللام ، لأن ما قبلها عوض عنها كما قال { قَدْ أَفْلَحَ مَن زكاها } [ الشمس : 9 ] يعني : لقد أفلح . وقال القتبي : هذا من الاختصار ، فكأنه قال : { ق والقرآن المجيد } لتبعثن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.