بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَامِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (135)

ثم قال : { قُلْ يا قوم اعملوا على مَكَانَتِكُمْ } أي : على موضعكم . يقال : مكان ومكانة مثل منزل ومنزلة . ومعناه اعملوا على ما أنتم عليه . ويقال : معناه اجتهدوا في إهلاكي ما استطعتم ويقال : اعملوا في منازلكم من الخير والشر فإنكم تجزون بهما لا محالة .

{ إِني عامل } بما أوحى الله إلي ويقال : اعملوا بمكاني وأنا عامل بمكانكم . { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عاقبة الدار } فهذا وعيد من الله تعالى . يقول : نبيّن لكم من تكون له عاقبة الأمر في الدنيا ، ومن تكون له الجنة في الآخرة .

ثم قال : { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون } مخاطباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي : في الآخرة ، ولا يأمن المشركون . قرأ عاصم في رواية أبي بكر { اعملوا على مَكَانَتِكُمْ } في جميع القرآن بلفظ الجماعة . وقرأ الباقون { مَكَانَتِكُمْ } . وقرأ حمزة والكسائي { مَّن يَكُونُ } بالياء لأنه انصرف إلى المعنى وهو الثواب والباقون قرؤوا بالتاء لأن لفظ العاقبة لفظ مؤنث .