بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالُواْ هَٰذِهِۦٓ أَنۡعَٰمٞ وَحَرۡثٌ حِجۡرٞ لَّا يَطۡعَمُهَآ إِلَّا مَن نَّشَآءُ بِزَعۡمِهِمۡ وَأَنۡعَٰمٌ حُرِّمَتۡ ظُهُورُهَا وَأَنۡعَٰمٞ لَّا يَذۡكُرُونَ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا ٱفۡتِرَآءً عَلَيۡهِۚ سَيَجۡزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (138)

قوله تعالى : { وَقَالُواْ هذه أنعام وَحَرْثٌ } وهي البحيرة والسائبة والوصيلة والحرث وهو نوع من الزرع حرموها على النساء . { حِجْرٍ } يعني : حرام والحجر يكون عبارة عن العقل كقوله تعالى : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ } « [ الفجر : 5 ] أي : لذي لب وعقل ويكون عبارة عن الحرام كقوله : { يَوْمَ يَرَوْنَ الملائكة لاَ بشرى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } [ الفرقان : 22 ] يعني : حراماً محرماً وكقوله { وَقَالُواْ هذه أنعام وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وأنعام حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وأنعام لاَّ يَذْكُرُونَ اسم الله عَلَيْهَا افتراء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ الأنعام : 138 ] يعني : حراماً { لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاء بِزَعْمِهِمْ } من الرجال دون النساء ، وهو مالك بن عوف كان يفتيهم بالحل والحرمة . وكان يقول : هذا يجوز وهذا لا يجوز لأشياء كانوا حرموها برأيهم .

ثم قال { وأنعام حُرّمَتْ ظُهُورُهَا } وهي : الحام من الإبل كانوا يتركونها ولا يركبونها { وأنعام لاَّ يَذْكُرُونَ اسم الله عَلَيْهَا } يعني : عند الذبيحة ويقال : عند الركوب وهي البحيرة { افتراء عَلَيْهِ } يعني : اختلاقاً وكذباً على الله بأنه أمرهم بذلك { سَيَجْزِيهِم } يعني : سيعاقبهم { بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعني : يكذبون على الله بأنه أمرهم .