بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَةٗ قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَآ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّآ أَفَلَتۡ قَالَ يَٰقَوۡمِ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ} (78)

{ فَلَماَّ رَأَى الشمس بَازِغَةً } يعني : طالعة قد ملأت كل شيء ضوءاً ف { قَالَ هذا رَبّي هذا أَكْبَرُ } يعني : أعظم وأكثر نوراً { فَلَمَّا أَفَلَتْ } يعني : غربت . علم أنه ليس بإله . فجاءته أمه فقال لها : من ربي ؟ قالت : أنا . قال : ومن ربك ؟ قالت : أبوك . قال : ومن رب أبي ؟ قالت : نمرود بن كنعان . قال : ومن ربه ؟ قالت له : اسكت . فقال لها : كيف هو ؟ هل يأكل ويشرب وينام ؟ قالت : نعم . قال : هذا لا يصلح أن يكون ربًّا وإلها . فرجعت الأم إلى أب إبراهيم ، فأخبرته بالقصة فخرج إليه فسأله مثل ذلك . ثم قال له في آخره : تعال حتى تعبد الذي خلقني وخلقك وخلق نمرود . فغضب أبوه ، فرجع عنه ، ثم دخلت عليه رأفة الوالد لولده ، فرجع إليه . وقال له : ادخل المِصْر لتكون معنا ، فدخل فرأى القوم يعبدون الأصنام . فدعوه إلى عبادة الأصنام ف { قَالَ } لهم حينئذٍ : { قَالَ يا قوم إِنّي بَرِيء مّمَّا تُشْرِكُونَ } فقيل له من تَعْبُد أنت يا إبراهيم ؟ فقال أعبد الله الذي خلقني وخلق السموات والأرض . فذلك قوله : { إِنّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ . . . . }