فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَةٗ قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَآ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّآ أَفَلَتۡ قَالَ يَٰقَوۡمِ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ} (78)

{ فلما رأى الشمس بازغة } الرؤية بصرية { قال هذا ربي } وإنما قال هذا مع كون الشمس مؤنثة لأن مراده هذا الطالع قاله الكسائي والأخفش ، وقيل هذا الضوء وقيل الشخص وقيل لأن تأنيث الشمس غير حقيقي { هذا أكبر } أي مما تقدمه من الكوكب والقمر ، وقيل أكبر جرما وضوءا ونفعا فسعة جرم الشمس مائة وعشرون سنة كما قاله الغزالي .

{ فلما أفلت } أي غابت الشمس وقويت عليهم الحجة ولم يرجعوا { قال يا قوم إني برئ مما تشركون } أي من الأشياء التي تجعلونها شركاء لله وتعبدونها من الأصنام والأجرام المحدثة المحتاجة إلى محدث ، قال بهذا لما ظهر له أن هذه الأشياء مخلوقة لا تنفع ولا تضر مستدلا على ذلك بأفولها الذي هو دليل حدوثها .