بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَـٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡـٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (80)

قوله تعالى :

{ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ } معناه : وحاجّه قومه في دين الله يعني خاصموه ف { قَالَ } لهم إبراهيم { أَتُحَاجُّونّي فِي الله } يعني : أتخاصموني في دين الله { وَقَدْ هَدَانَا } الله لدينه . قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان { أَتُحَاجُّونّى } بتشديد الجيم وتخفيف النون . وقرأ الباقون بتشديد النون . لأن أصله { أتحاجونني } بنونين فأدغم أحدهما في الآخر . فقال : { قَالَ أَتُحَاجُّونّي } يعني : أتجادلوني في دين الله { وَقَدْ هَدَانِي } يعني : بيّن لي الطريق . وكانت خصومتهم أنهم حين سمعوه عاب آلهتهم فقالوا له : أما تخاف تخبلك فتهلك ؟ فقال : إني لا أخاف ما لا يسمع ولا يبصر . وقال الكلبي ومقاتل : لما خوّفوه بذلك قال لهم : إنما تخافون أنتم إذ سوّيتم بين الذكر والأنثى ، والصغير والكبير . أما تخافون من الكبير إذ سويتموه بالصغير ؟ وهذا قوله : { وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ } .

قوله تعالى : { إِلاَّ أَن يَشَاء رَبّي شَيْئاً } فيضلني ، فأخاف منهم . ويقال : { إلا أن يشاء ربي شيئا }ً يعني : ملأ علم ربي كل شيء علماً . يعني : يعلم السر والعلانية .

ثم قال : { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } يعني : أفلا تتعظون فتؤمنون به ؟ .