بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَظَلَمُواْ بِهَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (103)

قوله تعالى { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم موسى } يعني : أرسلنا من بعد الرسل الذين ذكرهم في هذه السورة . ويقال : ثم بعثنا من بعد هلاكهم موسى وهو موسى بن عمران { بآياتنا } يعني : اليد البيضاء والعصا { إلى فِرْعَوْنَ } وهو ملك مصر واسمه الوليد بن مصعب . وروي عن وهب بن منبه أنه قال : كان فرعون في وقت يوسف فعاش إلى وقت موسى عليهما السلام . فبعث الله تعالى إليه موسى ليأخذ عليه الحجة . وأنكر عليه ذلك عامة المفسرين . وقالوا هو كان غيره ، وكان جباراً ، ظهر بمصر واستولى عليها ، وأرسل الله تعالى إليه موسى فذلك قوله تعالى : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم موسى بآياتنا إلى فِرْعَوْنَ وَمَلئِهِ } يعني : جنوده وأتباعه { فَظَلَمُواْ بِهَا } يعني : فجحدوا بالآيات { فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة المفسدين } يعني : كيف صار آخر أمر المشركين .