بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (96)

قوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى آمَنُواْ واتقوا } يعني : وحّدوا الله تعالى واتقوا الشرك { لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بركات مّنَ السماء والأرض } يعني : أنزلنا عليهم من السماء المطر والرزق والنبات من الأرض { ولكن كَذَّبُواْ } الرسل { فأخذناهم } أي عاقبناهم { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من الشرك . ففي الآية دليل على أن الكفاية والسعة في الرزق من السعادة إذا كان المرء شاكراً . وتكون عقوبة له إذا لم يكن شاكراً . لأنه قال في آية أخرى : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ الناس أُمَّةً واحدة لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بالرحمن لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } [ الزخرف : 33 ] يعني : الغنى يكون وبالاً لمن لا يشكر الله تعالى وعقوبة له .