فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَهَلۡ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثۡلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ قُلۡ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ} (102)

{ فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم } أي فهل ينتظر هؤلاء الكفار المعاصرون لمحمد صلى الله عليه وسلم بتكذيبه إلا مثل وقائع الله سبحانه بالكفار الذين خلوا من قبل هؤلاء قوم نوح وعاد وثمود فقد كان الأنبياء المتقدمون يتوعدون كفار زمانهم بأيام مشتملة على أنواع العذاب ، وهم يكذبونهم ويصممون على الكفر حتى ينزل الله عليهم عذابه ويحل بهم انتقامه ، والعرب تسمي العذاب أياما والنعم أياما ، كقوله تعالى { وذكرهم بأيام الله } .

ثم قال : { قل } يا محمد لهؤلاء الكفار المعاصرين لك { فانتظروا } تربصوا لوعد ربكم { إني معكم من المنتظرين } لوعد ربي ، وفي هذا تهديد شديد ووعيد بالغ بأنه سينزل بهؤلاء ما نزل بأولئك من الإهلاك .