فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (103)

{ ثم ننجي } بالتشديد باتفاق العشرة وقرئ بالتخفيف وهما لغتان فصيحتان أنجى إنجاء ونجى ينجي تنجية بمعنى واحد ، وثم للعطف على مقدر يدل على ما قبله ، كأن قيل أهلكنا الأمم ثم نجينا { رسلنا } المرسلين إليهم { و } نجينا { الذين آمنوا } والتعبير بلفظ الفعل المستقبل لاستحضار صورة الحال الماضية تهويلا لأمرها .

{ كذلك } صفة لمصدر محذوف أي إنجاء ، مثل ذلك الإنجاء وقوله { حقا علينا } اعتراض أي حق ذلك علينا حقا أي وجب وتحتم بمقتضى الفضل والكرم ، { ننجي } بالتخفيف والتشديد قراءتان سبعيتان { المؤمنين } من عذابنا للكفار والمراد بالمؤمنين الجنس فيدخل في ذلك الرسل وأتباعهم أو يكون خاصا بالمؤمنين وهم أتباع الرسل لأن الرسل داخلون في ذلك بالأولى وقال السيوطي : النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين تعذيب المشركين لهم .