فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (101)

{ قل انظروا } بضم اللام وكسرها سبعيتان { ماذا في السماوات والأرض } لما بين سبحانه أن الإيمان لا يحصل إلا بمشيئة الله أمر بالنظر والاستدلال بالدلائل السماوية والأرضية والمراد بالنظر التفكر والاعتبار أي قل يا محمد للكفار تفكروا واعتبروا بما فيهما من المصنوعات الدالة على الصانع ووحدته وكمال قدرته .

ثم ذكر سبحانه أن التفكر والتدبر في هذه الدلائل لا ينفع في حق من استحكمت شقاوته فقال { وما تغني } أي ما تنفع على أن { ما } نافية وهذا هو الظاهر ويجوز أن تكون استفهامية أي : أي غنى تغنى { الآيات } هي التي عبر عنها بقوله ماذا في السماوات والأرض ففي الكلام إظهار في مقام الإضمار ، والجملة إما حالية أو اعتراضية بنوع إيضاح { والنذر } جمع نذير وهم الرسل أو جمع إنذار وهو المصدر { عن قوم لا يؤمنون } في علم الله سبحانه والمعنى أن من كان هكذا لا يجدي فيه شيء ولا يدفعه عن الكفر دافع .