تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَهَلۡ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثۡلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ قُلۡ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ} (102)

وقوله تعالى : ( فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ ) أي ( قُلْ فَانْتَظِرُوا ) يوما من الهلاك ( إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ ) أي إلا مثل [ ما انتظر ][ في الأصل : ايالم نظروا ، في م : ما نظروا ] الذين من قبلهم برسلهم من الهلاك . فهو يخرج على التوبيخ لانتظارهم هلاك الرسل وذهاب أمرهم .

ويحتمل وجها آخر ( فهل ينتظرون ) من نزول العذاب ، بهم إلا مثل ما انتظر أولئك من نزول العذاب بهم ؟ إلى هذا يذهب بعض أهل التأويل .

ويحتمل قوله : ( فهل ينتظرون ) من تأخيرهم الإيمان إلى وقت نزول العذاب بهم . فهذا يخرج على الإياس من إيمانهم ؛ أي لا يؤمنون إلى ذلك الوقت الذي لا ينفعهم إيمانهم فيه ، والوجه الأول على التوبيخ والتغيير . وقوله تعالى : ( قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ ) ذلك .