ثم بين سبحانه أن الإيمان وضده كلاهما بمشيئة الله وتقديره فقال { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم } بحيث لا يخرج عنهم أحد { جميعا } مجتمعين على الإيمان لا يتفرقون فيه ويختلفون ، ولكنه لم يشاء ذلك لكونه مخالفا للمصلحة التي أرادها الله سبحانه .
قال الأخفش : جاء بقوله جميعا بعد كلهم للتأكيد كقوله { لا تتخذوا إلهين اثنين } وقيل أتى به مع أن كلا منهما يفيد الإحاطة والشمول للدلالة على أن وجود الإيمان منهم بصفة الاجتماع الذي لا يدل عليه كلهم ، ذكره الكرخي .
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على إيمان جميع الناس أخبره الله بأن ذلك لا يكون لأن مشيئته الجارية على الحكمة البالغة والمصالح الراجحة لا تقتضي ذلك فقال { أفأنت تكره الناس } استفهام تأديب للنبي صلى الله عليه وسلم أي تكرههم بما لم يشأه الله منهم .
{ حتى يكونوا مؤمنين } فإن ذلك ليس في وسعك يا محمد ولا داخل تحت قدرتك وفي هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم ودفع لما يضيق به صدره من طلب صلاح الكل الذي لو كان لم يكن صلاحا محققا بل يكون إلى الفساد أقرب ولله الحكمة البالغة وإيلاء الاسم حرف الاستفهام للإعلام بأن الإكراه ممكن مقدور عليه ، وإنما الشأن في المكره من هو وما هو وحده لا يشارك فيه لأنه هو القادر على أن يخلق في قلوبهم ما يضطرون عنده إلى الإيمان وذلك غير مستطاع للبشر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.