فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (100)

ثم بين سبحانه ما تقدم بقوله { وما كان } أي ما صح وما استقام { لنفس } من الأنفس { أن تؤمن إلا بإذن الله } أي بتسهيله وتيسيره ومشيئته لذلك فلا يقع غير ما يشاؤه كائنا ما كان { ويجعل الرجس } بكسر الراء وضمنها لغتان ، أي العذاب أو السخط أو الكفر أو الخذلان الذي هو سبب العذاب ، وهذا معطوف على محذوف كأنه قيل فيأذن لبعضهم في الإيمان ويجعل الخ ، والمضارع في المعطوف والمعطوف عليه بمعنى الماضي .

والمراد بقوله { على الذين لا يعقلون } هم الكفار الذين لا يتعقلون حجج الله ولا يتفكرون في آياته ولا يتدبرون فيما نصبه لهم من الأدلة .