فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تِلۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهَآ إِلَيۡكَۖ مَا كُنتَ تَعۡلَمُهَآ أَنتَ وَلَا قَوۡمُكَ مِن قَبۡلِ هَٰذَاۖ فَٱصۡبِرۡۖ إِنَّ ٱلۡعَٰقِبَةَ لِلۡمُتَّقِينَ} (49)

{ تلك } أي قصة نوح وهو مبتدأ { من أنباء الغيب } خبره أي من جنسها والأنباء جمع نبأ وهو الخبر أي أخبار الغيب التي مرت بك في هذه السورة { نوحيها } أي القصة { إليك } خبر ثان والمجيء بالمضارع لاستحضار الصورة .

{ ما كنت } يا محمد { تعلمها أنت } تفصيلا خبر ثالث وإلا كانت مشهورة عند كل القرون لكن إجمالا { ولا يعلمها قومك } يعني العرب بل هي مجهولة عندكم وفي ذكركم تنبيه على أنه لم يتعلمه إذا لم يخالط غيرهم وإنهم مع كثرتهم لما لم يسمعوه فكيف بواحد منهم { من قبل هذا } أي الوحي أو القرآن أو من هذا الوقت .

{ فاصبر } على ما تلاقيه من كفار زمانك كما صبر نوح على أذى قومه والفاء لتفريع ما بعدها على ما قبلها { إن العاقبة } المحمودة في الدنيا والآخرة { للمتقين } لله المؤمنين بما جاءت به رسله ، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتبشير له بأن الظفر للمتقين في عاقبة الأمر ولا اعتبار بمباديه .