فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (47)

. ثم لما علم نوح بأن سؤاله لم يطابق الواقع وأن دعاءه ناشئ عن وهم كان يتوهم بادر إلى الاعتراف بالخطأ وطلب المغفرة والرحمة و { قال رب إني أعوذ بك } أي ألجأ إليك وأعتذر من { أن أسألك ما ليس لي به علم } أي أطلب منك بعد ذلك ما لا علم لي بصحته وجهلي وإقدامي عليه { وترحمني } برحمتك التي وسعت كل شيء فتقبل توبتي { أكن من الخاسرين } في أعمالي فلا أربح فيها .

وليس في الآية ما يقتضي صدور ذنب ومعصية من نوح سوى تأويله وإقدامه على سؤال ما لم يؤذن له فيه . وهذا ليس بذنب ولا معصية .

وقال الخطيب : أخطأ في ذلك الاجتهاد كما وقع لآدم في الأكل من الشجرة فلم يصدر منه إلا هذه الزلة .