{ وعرضوا على ربك صفا } أي مصفوفين كل أمة وزمرة صف ، وقيل عرضوا صفا واحدا كما في قوله { ثم ائتوا صفا } أي جميعا وهو أبلغ في القدرة ؛ وقيل قياما وفي الآية تشبيه حالهم بحال الجيش الذي يعرض على السلطان ليقضي بينهم لا ليعرفهم قاله الكرخي .
وخرج الحافظ أبو القاسم عبد الرحمان بن منده في كتاب التوحيد عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تبارك وتعالى ينادي بصوت رفيع غير فظيع : يا عبادي أنا الله لا إله إلا أنا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وأسرع الحاسبين ، يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ، أحضروا حجتكم ويسروا جوابكم فإنكم مسئولون محاسبون ، يا ملائكتي أقيموا عبادي على أطراف أنامل أقدامهم للحساب ) .
قال القرطبي : هذا حديث غاية في البيان في تفسير الآية ولم يذكره كثير من المفسرين ، وقد كتبناه في كتاب التذكرة . اه .
ويقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ أو قلنا لهم { لقد جئتمونا كما خلقناكم } أي مجيئا كمجيئكم عند أن خلقناكم { أول مرة } أو كائنين كما خلقناكم أول مرة ، أي حفاة عراة غرلا لا مال ولا ولد ، كما ورد ذلك في الحديث . قال الزجاج : أي بعثناكم وأعدناكم كما خلقناكم ، لأن قوله { لقد جئتمونا } معناه بعثناكم وبه قال الزمخشري .
{ بل زعمتم } هذا ضرب وانتقال من كلام إلى كلام للتقريع والتوبيخ ، وهو خطاب لمنكري البعث ، أي زعمتم في الدنيا { أن لن نجعل لكم موعدا } نجازيكم بأعمالكم وننجز ما وعدناكم به من البعث والعذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.