فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا نُّكۡرٗا} (87)

{ قال } ذو القرنين مختارا للدعوة التي هي الشق الأخير من الترديد { أما من ظلم } نفسه بالإصرار على الشرك ولم يقبل دعوتي { فسوف نعذبه } بالقتل في الدنيا { ثم يرد إلى ربه } في الآخرة { فيعذبه } فيها { عذابا نكرا } أي منكرا فظيعا شديدا بالنار لأنها أنكر من القتل ، قال الزجاج : خيره الله بين الأمرين .

قال النحاس : وردّ على ابن سليمان قوله لأنه لم يصح أن ذا القرنين نبي فيخاطب بهذا فكيف يقول لربه عز وجل { ثم يرد إلى ربه } وكيف يقول فسوف نعذبه فيخاطبه بالنون ، قال والتقدير قلنا يا محمد قالوا يا ذا القرنين ، قال النحاس : وهذا الذي ذكره لا يلزم لجواز أن يكون الله عز وجل خاطبه على لسان نبي في وقته ، وكان ذو القرنين خاطب أولئك القوم ، فلا يلزم ما ذكره ، ويمكن أن يكون مخاطبا للنبي الذي خاطبه الله على لسانه أو خاطب قومه الذي وصل بهم إلى ذلك الموضع .