{ حتى إذا بلغ } في مسيره ذلك { مطلع الشمس } أي الموضع الذي تطلع عليه الشمس أولا من معمور الأرض ، أو مكان طلوعها لعدم المانع شرعا ولا عقلا من وصوله إليه كما أوضحناه فيما سبق ، قيل بلغه في اثنتي عشرة سنة ، وقيل في أقل من ذلك بناءا على أنه سخر له السحاب وطويت له الأسباب .
{ وجدها تطلع على قوم } قيل : هم الزنج وقيل : هم من نسل مؤمني قوم هود واسم مدينتهم حاحيالق واسمها بالسريانية مرقسا ، وهم مجاورون يأجوج ومأجوج { لم نجعل لهم من دونها } أي الشمس { سترا } يسترهم لا من البيوت و السقوف ولا من اللباس بل هم حفاة عراة لا يأوون إلى شيء من العمارة ، قيل لأنهم بأرض لا يمكن أن يستقر عليها البناء .
قال كعب : أرضهم لا تمسك الأبنية لرخاوتها وبها أسراب فإذا طلعت الشمس دخلوها فإذا ارتفع النهار خرجوا إلى معايشهم . قال الزمخشري وعن بعضهم قال : خرجت حتى جاوزت الصين ، فسألت عن هؤلاء القوم فقيل لي بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة فبلغتهم وإذا أحدهم يفرش إحدى أذنيه ويلتحف الأخرى ، فلما قرب طلوع الشمس سمعت صوتا كهيئة الصلصلة فغشي عليّ ثم أفقت فلما طلعت الشمس فإذا هي فوق الماء كهيئة الزيت ، فأدخلوني سربا لهم فلما طلع النهار جعلوا يصطادون السمك ويطرحونه في الشمس فينضج لهم .
وقال مجاهد : من لا يلبس الثياب من السودان عند مطلع الشمس أكثر من جميع أهل الأرض ، وفي كتب الهيئة إن أكثر حال الزنج كذلك ، وكذا حال كل من سكن البلاد القريبة من خط الاستواء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.