الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا نُّكۡرٗا} (87)

ثم قال : { أما من ظلم } [ 85 ] أي : من كفر ولم يؤمن { فسوف نعذبه } [ 85 ] أي : نقتله ، قاله قتادة {[43468]} { ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا {[43469]} } [ 85 ] ، أي : يرجع إلى ربه في الآخرة فيعذبه عذابا نكرا من عذاب الدنيا وهو عذاب جهنم .

قال : علي بن سليمان {[43470]} { قلنا يا ذا القرنين } [ 84 ] معناه : قلنا يا محمد قالوا يا ذا القرنين إما أن تعذب . ثم حذف القول ، لأن ذا القرنين لم يصح أنه نبي فيخاطبه الله . ولأن بعده { أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا {[43471]} } [ 85 ] وكيف يخاطب العبد ربه بلفظ الغيبة {[43472]} .

وهذا لا يلزم لأنه يجوز أن يكون خاطبه الله [ عز وجل {[43473]} ] على {[43474]} لسان نبي في وقته {[43475]} . فيكون تحقيق {[43476]} المعنى على ما قاله أبو إسحاق الزجاج : أن الله {[43477]} خيره بين القتل والاستبقاء . ثم قال {[43478]} : هؤلاء أولئك القوم مخبرا لهم عن حكمه فيهم : { أما من ظلم فسوف نعذبه [ ثم يرد إلى ربه ] {[43479]} } [ 85 ] الآية {[43480]} .


[43468]:انظر قوله في جامع البيان 16/12.
[43469]:ق: "بكرا".
[43470]:هو علي بن سليمان بن الفضل، أبو المحاسن، المعروف بالأخفش الأصغر: نحوي من العلماء من أهل بغداد وتوفي بها سنة 315 هـ وهو ابن 80 سنة. له تصانيف منها "شرح سيبويه". و"المهذب" انظر ترجمته في وفيات الأعيان 3/301 وإنباه الرواة 2/276، وبغية الوعاة 338، والأعلام 4/291.
[43471]:ساقط من ق.
[43472]:انظر قول علي بن سليمان في إعراب النحاس 2/470، والجامع 11/35.
[43473]:ساقط من ق.
[43474]:ط: تقديم وتأخير: "أن يكون الله عز و جل خاطبه على ....:
[43475]:وهو قول النحاس، انظر إعراب النحاس 2/470 والجامع 11/5.
[43476]:ق: "تخفيف".
[43477]:ط: "الله عز وجل".
[43478]:ق: "قول".
[43479]:ساقط من ق.
[43480]:انظر قول الزجاج في إعراب النحاس 2/470 والجامع 11/35.