{ قَالَ } ذو القرنين مختاراً للدعوة التي هي الشق الأخير من الترديد { أَمَّا مَن ظَلَمَ } نفسه بالإصرار على الشرك ولم يقبل دعوتي { فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ } بالقتل في الدنيا { ثُمَّ يُرَدُّ إلى رَبّهِ } في الآخرة { فَيْعَذّبُهُ } فيها { عَذَاباً نُّكْراً } أي : منكراً فظيعاً . قال الزجاج : خيّره الله بين الأمرين . قال النحاس : وردّ عليّ بن سليمان قوله لأنه لم يصح أن ذا القرنين نبيّ فيخاطب بهذا ، فكيف يقول لربه عزّ وجلّ { ثُمَّ يُرَدُّ إلى رَبّهِ } وكيف يقول : { فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ } فيخاطبه بالنون ، قال : والتقدير قلنا : يا محمد قالوا : يا ذا القرنين . قال النحاس : وهذا الذي ذكره لا يلزم لجواز أن يكون الله عزّ وجلّ خاطبه على لسان نبيّ في وقته ، وكأن ذا القرنين خاطب أولئك القوم فلا يلزم ما ذكره . ويمكن أن يكون مخاطباً للنبيّ الذي خاطبه الله على لسانه ، أو خاطب قومه الذين وصل بهم إلى ذلك الموضع . قال ثعلب : إن في قوله : { إِمَّا أَن تُعَذّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ } في موضع نصب ، ولو رفعت لكان صواباً بمعنى فأما هو كقول الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.