فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ} (139)

{ قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون } .

{ قل أتحاجوننا في الله } أي قل يا محمد لليهود والنصارى الذين قالوا إن دينهم خير من دينكم : { أتجادلوننا وتخاصموننا في دين الله الذي أمرنا أن نتدين به والقرب منه والحظوة عنده ، وذلك كقولهم نحن أبناء الله وأحباؤه ، المحاجة المجادلة لإظهار الحجة { وهو ربنا وربكم } أي نشرك نحن وأنتم في ربوبيته لنا وعبوديتنا له فكيف تدعون أنكم أولى به منا وتحاجوننا في ذلك ، وله أن يصطفي من عباده من يشاء { ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم } فلستم بأولى بالله منا وهو مثل قوله تعالى { فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون } { ونحن له مخلصون } أي نحن أهل الإخلاص للعبادة دونكم ، وهو المعيار الذي يكون به التفاضل ، والخصلة التي يكون صاحبها أولى بالله من غيره ، فكيف تدعون لأنفسكم ما نحن أولى به منكم وأحق والجمل الثلاث أحوال ، وفي الآية توبيخ لهم وقطع لما جاؤوا به من المجادلة والمناظرة ، قيل وهذه الآية منسوخة بآية السيف .