{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل } حكاية حال ماضية استحضارا لصورته العجيبة ، والقواعد جمع قاعدة وهي الأساس ، قاله أبو عبيدة والفراء وهي صفة غالبة من القعود بمعنى الثبات ، ولعله مجاز من المقابل للقيام ومنه قعدك الله ، وقال الكسائي : وهي الجدر والمراد برفعها رفع ما هو مبني فوقها لا رفعها في نفسها فإنها لم ترفع ، لكنها لما كانت متصلة بالبناء المرتفع فوقها صارت كأنها مرتفعة بارتفاعه أو المراد بهذا سافات البناء ، فإن كل ساف قاعدة لما يبنى عليه وبرفعها بناؤها أو المراد رفع مكنته ودعاء الناس إلى حجه ، وفي إبهام القواعد وتبيينها ثانيا بقوله من البيت تفخيم لشأنها .
{ ربنا } أي قائلين ربنا ، وقرأ أبي وابن مسعود يقولان ربنا { تقبل منا } أي طاعتنا إياك وعبادتنا لك { إنك أنت السميع } لدعائنا { العليم } بنياتنا .
وقد أكثر المفسرون في تفسير هذه الآية من نقل أقوال السلف في كيفية بناء البيت ، ومن أي أحجار الأرض بني ، وفي أي زمان عرف ، ومن حجه ، وما ورد فيه من الأدلة الدالة على فضله أو فضل بعضه كالحجر الأسود ، وفي الدر المنثور من ذلك ما لم يكن في غيره فليرجع إليه ، وفي تفسير ابن كثير بعض من ذلك .
ولما لم يكن ما ذكروه متعلقا بالتفسير لم نذكره .
وفي القسطلاني على البخاري بنيت الكعبة عشر مرات :
الثالث : بناء ابنه شيث بالطين والحجارة وغرق بالطوفان .
الرابع : بناء إبراهيم . {[129]}
السادس : بناء جرهم والذي بناه منهم هو الحرث بن مضاض الأصغر .
السابع : بناء قصي خامس جد النبي صلى الله عليه وسلم .
التاسع : بناء عبد الله بن الزبير في أوائل سنة أربع وستين .
العاشر : بناء الحجاج انتهى حاصله ، قال سليمان الجمل وهذا بحسب ما اطلع عليه وإلا فقد بناه بعد ذلك بعض الملوك سنة ألف وتسع وثلاثين كما نقله بعض المؤرخين ، قال الرازي فيه : أن بناء المسجد قربة وفيه استحباب الدعاء بقبول الأعمال .
{ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.