فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلۡوَحۡيِۚ وَلَا يَسۡمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ} (45)

{ قل إنما أنذركم } أي أخوفكم وأحذركم ما تستعجلونه من الساعة { بالوحي } من الله أي بالقرآن لا من قبل نفسي ، وذلك شأني وما أمرني الله به { ولا يسمع الصم الدعاء } إما من تتمة الكلام الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله لهم أو من جهة الله تعالى .

والمعنى أن من أصم الله سمعه وختم على قلبه وجعل على بصره غشاوة لا يسمع الدعاء . وقرئ لا يسمع بضم الياء وفتح الميم على ما لم يسم فاعله ، وقرئ بالفوقية وكسر الميم ، أي أنك يا محمد لا تسمع هؤلاء و ( أل ) في الصم للجنس فيدخل المخاطبون فيه دخولا أوليا أو للعهد .

{ إذا ما ينذرون } أي يخوفون لتركهم العمل بما سمعوه من الإنذار ، والأصل ولا يسمعون إذا ما ينذرون ، فوضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على تصامّهم وسدهم إذا ما أنذروا ، وللتسجيل عليهم .