فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيٓ أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ} (52)

{ إذ } أي اذكر حين { قال لأبيه } آزر { وقومه } نمرود ومن تبعه { ما هذه التماثيل } وهي الصور والأصنام ، قاله مجاهد ، وفيه تجاهل لهم ليحقر آلهتهم مع علمه بتعظيمهم لها .

وأصل التمثال : الشيء المصنوع المشابه لشيء من مخلوقات الله سبحانه ، يقال مثّلت الشيء إذا جعلته مشابها له ، واسم ذلك الممثل تمثال ، وهو الصورة المصنوعة من رخام أو نحاس أو خشب شبيهة بخلق الآدمي أو غيره من الحيوانات وأنكر عليهم عبادتها بقوله :

{ التي أنتم لها عاكفون } العكوف عبارة عن اللزوم والاستمرار على الشيء لغرض من الأغراض ، واللام في لها للاختصاص ، ولو كانت للتعدية لجيء بكلمة على أي ما هذه الأصنام التي أنتم مقيمون على عبادتها ؟ وقيل : إن العكوف مضمن معنى العبادة وكانت تلك الأصنام اثني وسبعين صنما ، بعضها من ذهب وبعضها من فضة ، وبعضها من حديد ، وبعضها من رصاص وبعضها من نحاس وبعضها من حجر ، وبعضها من خشب ، وكان كبيرها من ذهب مكللا بالجواهر في عينيه ياقوتتان متقدتان تضيئان في الليل .