{ فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ( 58 ) قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ( 59 ) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ( 60 ) قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ( 61 ) قالوا أأنت فعلت بآلهتنا هذا يا إبراهيم ( 62 ) قال بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون ( 63 ) فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ( 64 ) ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ( 65 ) } .
{ فجعلهم جذاذا } أي تولوا فجعلهم جذاذا } ؛ أي حطاما بفأس . قاله ابن عباس وعنه قال : فتاتا . الجذّ القطع والكسر ، يقال جذذت الشيء قطعته وكسرته ، الواحد جذاذة ، والجذاذ ما تكسر منه .
قال الجوهري : قال الكسائي ويقال لحجارة الذهب الجذاذ لأنها تكسر ، وقرئ جذاذا بكسر الجيم ، أي كسرا وقطعا ، جمع جذيذ وهو الهشيم ، مثل خفيف وخفاف وظريف وظراف ، وقرئ بالضم كالحطام ، والرقاق فعال بمعنى مفعول وقرئ بفتحها . قال قطرب :هي في لغاتها كلها مصدر فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، والقراءتان الأولين سبعيتان ، وهذا هو الكيد الذي وعدهم به . { إلا كبيرا لهم } أي عظيم آلهتهم . قاله ابن عباس ، يعني تركه ولم يكسره ، والضمير للآلهة أو عائدة على عابديها ووضع الفأس في عنقه ثم خرج .
{ لعلهم إليه } أي إلى إبراهيم { يرجعون } فيحاجهم بما سيأتي فيحجهم . وقال الرازي : أما إذا قلنا إن الضمير راجع إلى الكبير ، فالمعنى لعلهم يرجعون إليه كما يرجع إلى العالم في حل المشكلات فيقولون له ما لهؤلاء مكسورة ومالك صحيح ؟ وما لهذا الفأس في عنقك ؟ وقال ذلك بناء على كثرة جهالتهم واستهزاء بهم ، وكان من عادتهم إذا رجعوا إليها سجدوا إليه ثم ذهبوا إلى منازلهم .
وقيل المعنى لعلهم إلى الصنم الكبير يرجعون فيسألونه عن الكاسر ، لأن من شأن المعبود أن يرجع إليه في المهمات ، فإذا رجعوا إليه لم يجدوا عنده خبرا ، فيعلمون حينئذ أنها لا تجلب نفعا ولا تدفع ضررا ، ولا تعلم بخير ولا شر ، ولا تخبر عن الذي ينوبها من الأمر . وقيل لعلهم إلى الله يرجعون ، وهو بعيد جدا
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.