فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَهَٰذَا ذِكۡرٞ مُّبَارَكٌ أَنزَلۡنَٰهُۚ أَفَأَنتُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ} (50)

{ وهذا } أي القرآن قاله قتادة ، والإشارة إليه بأداة القرب إيماء إلى سهولة تناوله عليهم { ذكر مبارك } قال الزجاج : أي ذكر لمن تذكر به وموعظة لمن اتعظ به والمبارك كثير البركة والخير { أنزلناه } صفة للذكر أو خبر بعد خبر .

{ أفأنتم له منكرون } ؟ الاستفهام للإنكار لما وقع منهم من الإنكار أي كيف تنكرون كونه منزلا من عند الله ؟ مع اعترافكم بأن التوراة منزلة من عنده ، أو أنكم من أهل اللسان تدركون مزايا الكلام ولطائفه ، وتفهمون من غير بلاغة القرآن ما لا يدركه غيركم ؛ مع أن فيه شرفكم وصيتكم . كما يشير إليه لفظ الذكر على ما سبق ، فلو أنكره غيركم لكان ينبغي لكم مناصبته ، وتقديم الظرف على المتعلق دال على التخصيص أي أفأنتم للقرآن خاصة دون كتاب اليهود فإنهم كانوا يراجعون اليهود فيما عنّ لهم من مشكلات .