فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ بَل رَّبُّكُمۡ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا۠ عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (56)

{ قال } مضربا عما بنوا عليه مقالتهم من التقليد .

{ بل ربكم رب السماوات والأرض } وقيل هو إضراب عن كونه لاعبا ، بإقامة البرهان على ما ادعاه ، والأول أظهر { الذي فطرهن } أي خلقهن وأبدعهن والضمير للسماوات أو للتماثيل وهو أدخل في تضليلهم وإقامة الحجة عليهم لأن فيه تصريحا بأن معبود اتهم من جملة مخلوقاته .

{ وأنا على ذلكم } الذي ذكرته لكم من كون ربكم هو رب السماوات والأرض فقط دون ما عداه كائنا من كان { من الشاهدين } أي العالمين به على سبيل الحقيقة المبرهنين عليه ، فإن الشاهد على الشيء هو من كان عالما به ، مبرهنا عليه مبينا له .