فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَتَٱللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصۡنَٰمَكُم بَعۡدَ أَن تُوَلُّواْ مُدۡبِرِينَ} (57)

{ وتا الله لأكيدن أصنامكم } أخبرهم بأنه سينتقل من المحاجة باللسان إلى تغيير المنكر بالفعل ثقة بالله سبحانه ومحامة على دينه ، وهذه طريقة فعلية دالة على أنه على الحق ، بعد أن أتى بطريقة قوليه ، فجمع بين القول والفعل ، والكيد المكر ، يقال كاده يكيده كيدا ومكيدة ، والمراد هنا الاجتهاد في كسر الأصنام . قيل : إنه عليه السلام قال ذلك سرا ، وقيل سمعه رجل منهم فأفشاه .

{ بعد أن تولوا مدبرين } أي بعد أن تراجعوا من عبادتها ذاهبين منطلقين . قال المفسرون . كان لهم عيد في كل سنة يجتمعون فيه ، فقالوا لإبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدنا أعجبك ديننا ، فقال إبراهيم هذه المقالة .